خولة جبري : مذيعة وإعلامية تونسية تبدع في الصين.. وتصبح “نجمة التلفزيون الصيني” (فيديو)

من الإعلام إلى الأعمال إلى البحث العلمي والتكنولوجي في مجالات مختلفة، تتعدد قصص النجاح في الصين لشباب تونسيين خاضوا غمار مغامرة السفر إلى أقاصي الأرض بعيدا عن الوجهات التقليدية كأوروبا وأمريكا الشمالية، لطلب العلم في مرحلة أولى ثم لاغتنام الفرص المتاحة في بلد فتح أبوابه للكفاءات من الأجانب بعد اعتماد سياسة انغلاق واكتفاء بالذات طيلة سنوات عديدة.

قد لا تكون الصين وجهة عادية لتلقي العلم، أو البحث عن فرص العمل لأسباب عديدة أولها صعوبة اللغة التي لا تقوم على قواعد لغوية واضحة مثل بقية لغات العالم، كذلك اختلاف الثقافات بين بلدين لا رابط جغرافي أو ثقافي أو تاريخي بينها، غير أن هذه المعطيات لم تمنع العديد من التونسيين من خوض التجربة في مرحلة أولى والدفاع بعد ذلك عن حقهم في النجاح على أرض الصين.

لطالما زَخِرت تونس بالكفاءات الفذّة و الأدمغة المميزة، و إن كُنّا دولة ضعيفة على مستوى الإستثمار و امتلاك الثروات البترولية و المعدنية، فإننا حضارة تملك رأس مال بشري لا مثيل له.

وقد لا تعكس تونس صورة ذلك البلد المتطور و المتحضر القادر على منافسة و مزاحمة الدول العظمى، و لكنها بدون شك لا تخلو من الأدمغة الذكية، والتونسي يأخذ معه تميزه أينما ذهب وحَلّ، حيث تشهد دول العالم على أن تونس دولة ولاّدة للذكاء و الأذكياء.

خولة جبري.. إعلامية تتألق في الصين :

في تلفزة الصين الدولية بالقسم العربي، بوجهها البشوش وابتسامتها الهادئة، أصبحت التونسية خولة الجبري الشريف وجه القناة الموجهة للشعوب العربية، وهي مقدمة الأخبار منذ سنوات في قناة تجمع جنسيات عربية مختلفة، ويرتفع فيها مستوى المنافسة ولا بقاء فيها إلا للأفضل .

عشقت خولة الآداب واللغة العربية منذ طفولتها وتميزت في الكتابة باللغة العربية وتفوقت فيها، رغم رغبة والديها بأن تدرس الصحافة الإ أنها اختارت تخصص هندسة الصورة بالمعهد العالي لفنون الوسائط المتعددة بتونس.

وحصلت بعدها على منحة لدراسة الماجستير في الصين ودرست اللغة الصينية وحصلت علي العديد من الدورات في أكاديمية بيكين السينمائية ونجحت بتفوق.

وتقول خولة :”تجربتي في الصين هي الآن حصيلة أكثر من 11 عاما، بدأت بالدراسة واستمرت بالعمل.

وصلت إلى الصين في 2007 بمنحة تبادل من الحكومة الصينية للطلبة المتفوقين، وكنت حينها أدرس بالمدرسة العليا للسمعي البصري ومتحصلة على شهادة جامعية من المعهد الأعلى لفنون الملتيمديا بمنوبة.

المنحة مكنتني من الإلتحاق بأكاديمية بيكين للأفلام، حيث درست لمدة سنة لغة صينية ، ثم سنة في قسم إدارة التصوير، حصلت إثرها على شهادة في الدراسات المعمقة لفن التصوير، لكن لم أعمل في هذا المجال، اذ شاءت الأقدار في عام 2009 أن ألتحق بالقناة العربية للتلفزيون الصيني على اثر اختبار وتم اختياري لتقديم نشرة الأخبار.”.

تونسي يبتكر جهازا للتحكم في الطائرات المسيرة :

يتواصل تألّق الكفاءات التونسية بالصين حيث تمكّن الطالب بالإعلامية محمد علي الخضراوي من تطوير تقنية للتحكّم في طائرة مسيرة عن بعد.

واعترافا بقيمة ما توصّل اليه الطالب التونسي أسندت له جامعة “تشينخوا “جائزة الامتياز كما أجرت معه صحيفة ” China Daily” الأكثر متابعة بالصّين لقاء صحفيا تتويها بمجهوداته.

وثمنت سفارة تونس ببيكين ما قام به محمد علي الخضراوي و في تدوينة نشرتها على صفحتها الرسمية الفايسبوك تمنت له مزيدا من التوفيق والنجاح و لكل الطلبة اعلاء للراية الوطنية في جميع المحافل الدولية لاسيما الاوساط العلمية والاكاديمية.

تونسي يتألق في مجال السياحة في الصين :

هي قصة نجاح تونسي اخرى تأتينا هذه المرة من مدينة شنقهاي الصينية، بطلها الشاب التونسي ممدوح الغدامسي الذي وجه كل الصعاب في بداية حياته التي كانت مليئة ببذور الفشل، لكنه وبفضل الاجتهاد والعزيمة صنع من الضعف قوة وصنع قصة نجاح عصامية تصلح ان تكون عبر للكثير من الشباب التونسي.

ممدوح الغدامسي ولد في عائلة تونسية فقيرة، وبسبب الظروف الاجتماعية الصعبة انقطع عن الدراسة في سنة مبكر 15 سنة والتحق بالعمل في احد الفنادق اين تعلم اللغات ثم اصبح منشط سياحي في عدد من الفنادق بمنطقة قمرت وجربة والحمامات.

وبفضل اجتهاده في العمل وتميزه نجح الغدامسي لفت انظار احدى الشركات الكبرى لمتعدي الرحلات التي عرضت عليه العمل خارج تونس وكان ذلك سنة 2000 ومن هنا انطلقت رحلة جديدة في عدد من البلدان نجح خلالها الغدامسي في تطوير نفسه من منشط سياحي الى مسؤول على بعض الانشطة والمهام في الفنادق الى مسؤول اول في عدد من الفنادق حيث كان ينجح في كل مهمة يتحصل عليها، ليحل به الركب في الصين ان نجح في انتزاع موقع مدير عام لشبكة The Regency Club وهي اكبر شبكة للنوادي العائلة الموجهة للأثرياء في الصين.

تألق الكفاءات التونسية :

إن هذا الزخم على مستوى الذكاء والإنجازات يعكس صورة إيجابية عن تونس، صورة افتقدها أبناء هذا الشعب الذي زجّ به في غياب النسيان والصراعات والمصالح الشخصية الضيقة.

من أجل أن نرتقي ونتسلق سلم الحضارة والتطور لا بد أن نولي هذه النجاحات العالمية حقها كما ينبغي، فمن خلال هذه النجاحات سنؤكد للعالم أن انجازاتنا ترتقي لتزاحم أعظم بلدان الكرة الأرضية.

من أجل أن نرتقي و نتسلق سُلّمَ التّطور لا بد أن نُولِيَ هذه النّجاحات العالمية حقّها كما ينبغي.

الفيديو :

Related Articles

Leave a Reply

Adblock Detected

Please consider supporting us by disabling your ad blocker